فضاء حر

واقع تغيب حقوق الإنسان وخنق حرياته الديمقراطية

  يمنات خاص


ليس غريباً اليوم في واقع تغييب الإنسان وخنق حرياته الديمقراطية أن تسير المنطقة العربية بخطى سريعة على طريق البلقنة والتقسيم في ظل سيادة الصراعات الدينية والطائفية والأقوامية والعشائرية,ولعله من نافلة القول التأكيد بأن المستفيد الإستراتيجي من تفتيت المنطقة هو العدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية بينما المستفيد ألمرحلي هي-أنظمة القمع والتجويع والاستسلام التي بلغت تناقضاتها مع مصالح الجماهير وطموحاتها القومية والوطنية والاجتماعية حد التصادم الكامل.

إن مجرد الاكتفاء بمطالبة هذه الأنظمة باحترام توقيعاتها على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية الملحقة- سواءً ما تعلق منها بالحقوق السياسية أو المدنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية- ليس حلاً عملياً للأزمة التي تعيشها الجماهير العربية.

طالما استمر رجحان القوى بشكل حاسم في مصلحة هذه الأنظمة والقوى الإمبريالية والصهيونية التي تقف وراءها في معركة تركيع المنطقة وتفتيت الأمة العربية.

إن الاعتداء على حقوق الإنسان لا يقتصر فقط على الاعتداءات اليومية التي تنال حرياته الشخصية.

حقه في التعبير الحر,حقه في التنظيم السياسي والنقابي والاجتماعي,حقه في صحافة وإعلام حر,وإنما يتعدى ذلك لينال حقه في العمل,في التعليم,في التأمين الصحي وأخيراً حقه في الحياة.

لذلك فإن المنطقة ستستمر في ظل تغييب الجماهير العربية بالكامل باتجاه التردي والتفتت الانحطاط ويبقى ميزان القوى في المنطقة في مصلحة العدو بشكل حاسم.

المطلوب هو تحقيق توازن إستراتيجي مع العدو ومفهوم هذا التوازن أكثر شمولاً من عامل التسليح العسكري إنه يتجاوز ذلك لينال بنية مجتمعاتنا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

إنه باختصار يأخذ مصداقيته عندما يأخذ في معادلة التوازن الإستراتيجي وبشكل جوهري إنعتاق الإنسان العربي من ثالوث القمع والجوع والتخلف ومرتسمه السياسي نهج الاستسلام,إن هذا الإنعتاق كفيل بوضع العقل الجمعي العربيعلى طريق إعادة إنتاج قيم الحرية والعدل والحضارة.

إن الإنسان المكبل,المقموع,الجائع,الأمي,المريض لا يمكن له أن يقاوم أمراضه فكيف يمكن له أن يتصدى لعدوه خصوصاً وان أقدس ما يملكه العدو هو إنسانه.

إسرائيل تبادل مئات الأسرى العرب بجثة جندي إسرائيلي وأنظمتنا تدك بكافة صنوف الأسلحة عشرات آلاف من المواطنين أقتطع ثمنها من لقمة عيش الجماهير وعرقها وآمالها وطموحاتها.. والوقائع زاخرة في وطننا العربي من محيطه إلى خليجه والتي تبين أي حضيض وصلت إليه حقوق الإنسان وحرياته الديمقراطية في الوطن العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى